21 نوفمبر 2024 | 19 جمادى الأولى 1446
A+ A- A
الاوقاف الكويت

د.عبد الله التركي: الارتباط الصحيح بالكتاب والسنة هو المخرج الوحيد من المآسي والفتن التي تمر بها الأمة الإسلامية

05 نوفمبر 2017

يواجه الإسلام تحديات كبيرة في عالم اليوم، هذه التحديات تلقي عبئاً جسيماً على المؤسسات الدينية المنوط بها مهمة نشر الدين، ويُفرض عليها أن تستدعي الصورة الصحيحة عن الإسلام، وأن تبرز قيمُه الحضارية ورسالته الإنسانية النبيلة، ومن ثم تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تروج عنه من المتربصين في داخل العالم الإسلامي وخارجه.
عن هموم وآمال الساحة الإسلامية، خصوصاً في مجالي العمل الخيري والدعوي، وما يجب على المسلم الاهتمام به في ظل الظروف والتطورات الراهنة، ودور كليات إعداد الدعاة في المجتمعات الإسلامية، تحدث معالي الدكتور عبدالله بن عبد المحسن التركي، عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي ووزير الشؤون الإسلامية والأوقاف السابق ورئيس رابطة العالم الإسلامي السابق بالمملكة العربية السعودية، مؤكدا أن كليات الشريعة في العالم الإسلامي لها دور محوري في إعداد الدعاة، موضحا أن دور كليات الشريعة الأساسي هو إنشاء جيل واع يحمل رسالة الإسلام منهجاً وفكراً وسلوكاً، فضلا عن تقديم خدمات تنموية مجتمعية وثقافية ودينية وروحانية من خلال تنظيم الندوات، والمشاركة الفعالة في المؤتمرات العلمية، وإلقاء المحاضرات الدينية والتوعوية في المساجد والمدارس.
كما أكد فضيلة الدكتور على دور كليات الشريعة في إعداد طلبة مزودين بالمعارف الإسلامية والمناهج العلمية الصحيحة، ونحن في وقت الناس فيه أحوج للعلم والخبرة والمهارة والنصيحة في هذا العالم المتغير الذي يناط بهم فيه مهمة الإصلاح والدعوة والتبصير والترغيب، مشيراً إلى أهمية تسلح الطلاب بالعلم الشرعي الصحيح لمواجهة التحديات الفكرية الحديثة والتصدي لها.
ولم يغفل الدكتور أن يشير إلى دور كليات الشريعة في متابعة أحوال الجاليات المسلمة في الدول غير الإسلامية، والنظر في أوضاعهم والتعرف على مشاكلهم عن قرب، فضلا عن السعي لإقامة قنوات تواصل معهم لخدمة المسلمين الجدد، وتقديم الدعم الثقافي والديني لأبناء الأقليات المسلمة في شتى أنحاء العالم.
وعلى صعيد آخر يتعلق بأوضاع بعض المسلمين في بؤر الاضطراب؛ أوضح فضيلته أن أوضاع المسلمين الآن -للأسف- على غير ما يرام، حيث تعاني الكثير من الشعوب من القلاقل والنزاعات الطائفية، لا سيما وأن كثير من بؤر الاضطرابات تشهد صراعات سياسية وفتن، مؤكدا أن سبيل النجاة الأوحد من هذه المآسي هو الارتباط الصحيح بالكتاب والتمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والعمل بهما، فهما المخرج الوحيد من هذه الفتن، أما أن يبحث الناس عن نظريات وأفكار غربية، ويزيدوا من ارتباطهم بالعولمة وما فيها من مشكلات، ويتأثروا بوسائل الاتصال الاجتماعي وما فيها من سلبيات، فهذا أمر لا شك أن له أخطاره على المسلمين.
كما دعا فضيلة الدكتور الى وجوب إحياء التراث الإسلامي في نفوس الأمة بالأساليب الصحيحة، ولا مانع في هذا من الأخذ بالوسائل والتقنيات الحديثة إذا كانت إيجابية، فهناك الكثير من الجامعات والكليات الإسلامية التي تهتم بكتب السلف والتراث الإسلامي، لكن الجانب التطبيقي فيما يختص بواقع المسلمين وما يعيشونه من مشكلات معاصرة لا يأخذ الاهتمام الكافي في كثير من الأحيان، من أجل هذا يرى الشيخ التركي أن على الأستاذ أو المحاضر أن يشرح مادته العلمية برؤية صحيحة ودراية بكيفية التعامل مع الواقع وظروفه ومقتضياته.
وبسؤال فضيلة الدكتور عن دعوة الغرب إلى تغيير المناهج الدراسية بحجة أنها تزيد من الإرهاب، قال: "إذا كان هذا الكتاب أو هذا المنهج يدعو الى الطائفية ويؤدي إلى المفاسد ينبغي مراجعته وإصلاحه"، مستطرداً: "لكن أن يتراجع الناس عن أسس العقيدة والأحكام الشرعية الأساسية، فذلك خط أحمر لا يجوز"، مضيفا: "لكننا كذلك نجد في بعض المناهج توسعا في موضوع معين لا يتناسب مع سن الطالب".
وأضاف أن الغرب الآن قد أرسى قواعد جديدة، وصدرت قرارات من الأمم المتحدة في كيفية قبول الآخر، وعلينا أن نعرف كيف نتعامل مع هذه الأوضاع والمستجدات بما لا يتعارض مع أحكام الشرع.
 

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت